Wednesday 9 September 2009

أسلوب برمجة المكافآت


لو كان لديك وظيفة ذات أهمية وتريد للشخص الذي يقوم بها أن يبذل وسعه، فبإمكانك أن تصل إلى ما تريد إذا وضعت أمامه الأهداف و المستويات المطلوبة للأداء وقسمت له العمل إلى عدة عناصر أو مراحل، وبمنحه مكافأة عن كل خطوة ناجحة، وبمجموع الخطوات الناجحة تحصل على عمل كلي ناجح.
في الوقت نفسه يجب أن تكون المكافآت مناسبة للموظفين الذين يستحقونها بالفعل، ليست مجرد توزيعات على من يستحق ومن لا يستحق، فمنح مكافأة لشخص غير كفء سيترك آثاراً سلبية خلاف ما تريد.
وكما يحدث في معظم التصورات النفسية الناجحة، فإن كل نظرية يمكن أن تقدم لنا شيئاً، ومع ذلك فأي نظرية تؤخذ مجردة لن تعمل وحدها إذا اعتمدت عليها في تحسين إنتاجية العاملين، لأن الدوافع لا تأتي منها أو منهم، إنها تأتي من الخارج ومن الداخل، لذلك لابد من دمج كل النظريات التي تعالج موضوع الدوافع مع نظرية المكافآت وكل الأساليب التي تقوي الإحساس بالعمل والانتماء إليه.
ويقوم دمج كل النظريات في منهج واحد على أسس ثلاثة:
1 ـ يسعى الأشخاص لتلبية احتياجاتهم دوماً.
2 ـ لابد من وجود فهم لكيفية تلبية تلك الحاجات.
3 ـ القدرة على تحديد العوائد التي يريدونها منك أو من المؤسسة مقابل ما يبذلون من جهد.
تأمل قليلاً الطرق العديدة، وانظر في صياغتها على هيئة قرارات تشجع الآخرين ليكونوا دائماً مقبلين على العمل.
فالحاجات والمكافآت ذات علاقة بتوقعات العامل، ومما لا شك فيه أنه يتوقع أن تكون أحوال العمل آمنة، وأساليبه نظيفة، وكاملة الأدوات، والإمكانات، ويتوقع الموظفون في العادة أن يكون الراتب معقولاً، و الإشراف و سياسة الشركة و الإدارة عادلة منصفة ومطابقة للاتفاقات التي وردت في العقد.
إن العقد النفسي الذي يبرمه المدير في طريقة تعامله مع العاملين (هو عقد غير مكتوب أو مقروء وإنما يلاحظ بسلوك المدير وألفاظه ومعاملاته مع الموظفين) ينتج توقعات لها صلة بتطوير العمل، والإحساس بالمسئولية، والتفوق، وفرص الإنجاز المختلفة، وباستكمال وجهات النظر المتعددة يمكنك تقويم أسلوب عمل المؤسسة، وإلى أي مدى يتسق هذا الأسلوب مع العقد، والمكافأة تقوي رغبة الموظف في إعادة الأداء الناجح الذي أفضى إلى هذه النتيجة المتوقعة والطيبة.
عندما تجمع كل هذه النظريات فإنك تمتلك مرشداً قوياً يعينك في العثور على أفضل الطرق التي تدفع موظفيك لبذل أقصى جهد، هذا المرشد يعرفك أن كل فرد ينظر إلى العائد الذي يلبي حاجاته مقابل ما يقدم من عمل.
إن الموظفين يتوقعون منك ومن المؤسسة أن تنفذ بنود العقد الذي حررته معهم يوم قدموا للعمل، ومطلوب منك أن تعرف، بالضبط، كيف تدفع موظفيك للعمل، فهم في الحقيقة يريدون أن تلبي احتياجاتهم كما تلبي احتياجاتك.
إن العاملين معك لا يختلفون كثيراً عن غيرهم، ولكل منهم الأنماط السلوكية التي تعكس الحاجات الإنسانية التي يتوق لإشباعها، سواء أكان ذلك بمقابل مادي أو معنوي، إنهم يبحثون باستمرار عن العمل الذي يحقق لهم أفضل عائد.
هل يمكنك أن تطبق في موقع عملك محتوى كل نظريات الدوافع في صورتها المتكاملة؟
ما هي المكافآت التي يمكن أن تدفعك إلى مثل هذه الخطوة؟
وما هي النتائج التي تنتظرها من عملك؟
وبعبارة أخرى ما هي العوائد التي ينتظر الموظفون الحصول عليها لقاء عملهم؟
ـ الموظفون وماذا يتوقعون؟
نورد يما يلي أهم العوائد التي يتوقعها العاملون أو الموظفون في أي مؤسسة أو منشأة بغض النظر عن طبيعة عملهم وعن مستوى ثقافتهم، وهذه العوائد هي:
1 ـ المعرفة: أن أكتشف وأتعلم أشياءً وأفكاراً جديدة، وأن أكون باحثاً عن الحقيقة، معروفاً عند الآخرين بوصفي إنساناً نابهاً، وأستمتع بذلك.
2 ـ السلطة: أن أقود الآخرين وأوجههم، وأن يكون لي تأثير عليهم، وأن أكون قادراً على دفعهم لعمل ما أريد.
3 ـ الاستقلالية: أن أحقق أهدافي بالطريقة التي تناسبني وأمتلك الحرية لأغدو وأروح كما أشاء، وأكوّن نفسي طوال الوقت، وأن أوجه مواقفي الوجهة التي أريد.
4 ـ تحقيق الذات: أن أحقق أهدافي الشخصية بإحساسي، وأن أنجز أفضل مما أنجز الآخرون، وأكتسب خبرة ترضيني وتمكنني من أداء عمل أو حلّ مشكلة في الوقت المناسب.
5 ـ التقدير: أن أحظى باحترام الآخرين بفضل ما فعلت، ويتولد إحساس بي لدى الآخرين و بما أنجز.
6 ـ الصداقة: أن أكسب أصدقاء كثيرين، وأن أعمل مع الآخرين، وأستمتع بزمالتهم، وأن أنضم إلى مجموعات وأسعد بالعلاقات التي تجمعني بهم.
7 ـ المسئولية: أن أتحمل تبعات عملي مع الآخرين أو المؤسسات وأن أتولى أمراً وأعني به.
8 ـ الإبداع: أن أمتلك القدرة والرغبة والحرية التي تمكنني من ابتكار أفكار جديدة، وحلول للمشكلات، وإضفاء تحسينات على أساليب الإنتاج أو الإجراءات، أو وضع الخطط وترتيب الأعمال، وأن أكون أول مَن يجدد ويبدع.
9 ـ الضمان: أن أمتلك الضروريات الأساسية للعيش، وأن أشعر بالأمان، والثقة بالنفس، وعمل مضمون، ودخل دائم.
10 ـ الانتماء: أن أكون مخلصاً للمؤسسة التي أعمل بها ولأسرتي ولجماعات الاجتماعية، والآخرين، وأن أقدم لهم ولائي وصداقتي.
11 ـ العدل والمساواة: أن أنال التقدير والمكافأة لقاء المشاركات والإنجازات حسب الجهد الذي أبذله وبالمقارنة مع جهود الآخرين وأدائهم.
12 ـ التقدم: أن أطور حياتي بالوظيفة والتحسينات التي أجريها على عملي أو مع جماعتي، وأن أزيد من معارفي ومهاراتي، وأن أجد ذاتي في المجموعات التي أعمل وأعيش معها، وأن أحقق المزيد من النضج الشخصي والعملي.
13 ـ الاحترام: أن أكون كبيراً أمام نفسي، وفي أعين الآخرين، وأن يكون وجودي ذا أهمية، وأن لا أصبح مجرد كائن، أن أشعر بأني مفيد وأن الآخرين راغبون بوجودي معهم، وأن أكون قائداً، وألقى التقدير من الجميع.
14 ـ التفوق: أن يكون شعوري طيباً إزاء عملي، وأن أقبله مهما كانت درجة صعوبته أو تعقيده، أو احتياجه للابتكار، وأن تتاح لي الفرصة لأطبق معرفتي ومهاراتي بإيجابية ويسر.
15 ـ المساعدة: أن أقدم المساعدة والدعم والمشاركة والحماية للآخرين، وأن أكون منفتحاً وكريماً.
16 ـ المال: أن أحصل على راتب مجزٍ، وأي دخل آخر بما يضمن لي حياة كريمة، أن أكون قادراً على تلبية كل حاجاتي المادية بكفاءة.
17 ـ الترفيه: أن أجد الفرصة للبهجة، وأن أستمتع بوجودي وأن أمارس الأعمال التي أحبها، لا المفروضة علي فقط.



عش في حدود اللحظة الراهنة


اللحظة الراهنة هي فقط حياتك , أما اللحظة التي مضت فقد إنتهت , واللحظة التي ستأتي لا يمكن
التأكيد بمجيئها , لأن الإنسان مرشح للموت في أية لحظة.
إذا : ماذا نملك ؟
اللحظة الراهنة فقط !
من هنا كان على الإنسان أن يعمل في حدود اللحظة الراهنة , لا اللحظة التي ستأتي لأنها قد لا تأتي أبدا ... ولا اللحظة الماضية لأنها قد مضت إلى غير رجعة .
ولكي يعيش الإنسان في حدود اللحظة الرهنة فإن عليه أن ينقطع فورا عن التفكير في الماضي والمستقبل يجب أن يفكر في اللحظة التي بين يديه ويغلق جميع الأبواب بوجه ما فاته وما سيأتيه , لأن كلا من الماضي والمستقبل ليس إلا عدما محضا.
وهذا بالضبط ما كان يقصده الأمام أمير المؤمنين عندما قال :
ما مضى فات وما يأتي فأين ؟
قم واغتنم الفرصة بين العدمين
إن النجاح في الحياة ينحصر في نقطتين : حصر التفكير في الحاضر والعمل ضمن حدود اللحظة الراهنة , كما أن الفشل في الحياة يتعلق بأمرين :
التفكير في الماضي أو المستقبل ... وإرجاء العمل إلى الآتي .
وهذا بالضبط – سر النجاح الناجحين وفشل الفاشلين , ولكي تتأكد من ذلك لاحظ الناجحين في المجتمع أنهم دائما رجال العمل في الحاضر لا للماضي ولا للمستقبل , إنهم لا يؤمنون بغير الحاضر وإذا قلت لهم يمكن القيام بهذا العمل في اليوم القادم لأجابوك فورا : إذن دع التفكير فيه وابدأ بالتفكير في العمل الذي يمكننا القيام به في الوقت الحاضر .
والفاشلون هم على العكس تماما , إنهم يقولون لك سوف أعمل بعد ما تتهئ الفرص ... وسوف أنفق في سبيل الله بعد أن أصبح غنيا وسوف أعمل للإٍسلام بعد أن أتفرغ من المشاكل .
إنهم يقولون : سوف نترك الذنوب ...وسوف نعمل الصالحات ... وسوف نقوم بواجباتنا الدينية ...ونصلي صلاة الليل ونتقي الله ونتفرغ للعبادة .........الخ .
ولكن متى ؟
في المستقبل ... وهذا المستقبل متى يأتي ؟ أنه لايأتي أبدا ... لأنه ليس إلا طريقة للتهرب من المسؤوليات , أنهم يؤجلون موعد العمل بهذه التبريرات يوما بعد يوم , وكل يوم جديد ليس صالحا للعمل عندهم ...بل الصالح هو المستقبل . المستقبل الصالح لا يأتي أبدا .
أنهم يعيشون للمستقبل ... يتركون الحاضر بكل ما فيه من فرص صالحة على أمل الذي لا يعرفون عنه أي شئ .
وليس هناك ما يبرر أعتمادهم على المستقبل إلا التهرب من الحاضر ... ومن المسؤوليات على أكتافهم .